همهمات غاضبة





لا أعلم من أين أبدأ ولكنى سأبدأ وسأسرد مافى نفسى لعلها تكون فضفضة أو كلمات أو حتى همهمات غاضبة أعبر بها عما فى خاطرى ويجول بها لسانى منطلقا فى الأفاق ثم لا يجد من ينصت لها مستمعا..

أعلم أن الانسان مكلف برسالة فى الحياة ولكن اذا كان الاحباط عام والحياة بألوانها الطبيعية أصبحت تقتصرعلى لونين أثنين فقط هما الأبيض والأسود وما أشتق من مزجهما ببعض الرمادى الذى تعددت درجاته من فصيل لاخر أو من هيئة لهيئة أو كلما أزدادت درجات الرمادى كلما زادت ألوان الحياة قتامة, ليست دعوة للتشاؤم بقدر ماهى نظرة موضوعية لاوضاع الحياة التى نحياها.

فمازالت تسيطر علينا آفات .. كحب الذات وإنكار دورالآخرين وكراهية حب الخير لهم,ومايعقب ذلك من تصرفات غيرمسئولة تزيد من شعورى الداخلى بالسواد والقتامة وتجعلنى أنظر للحياة من منظور ضيق ربما أراه أنا هكذا منذ زمن ليس بالقريب.

أعلم أن كثيرون ممن سيقرأون كلامى هذا سيعتقدون أنى محبط, وأخرون سيظنون انى متشاءم
ولكنى والله أعلم بمانفسى أراها هكذا, كيف أرى الحياة وردية والصراعات بين بنو بشر تزداد يوما بعد أخر وأصبح عنصر المادة هو المتحكم الرئيسى فى سلوكيات البشر وأفعالهم ومنبع مرجعيتهم الاخلاقية, وأصبح ميزان الحق السائد الآن هو ماذا تملك حتى تساوى(مامعك = نظرتى إليك وتقييمى الشخصى لحضرتك) بغض النظر عن كيانك ,ماضيك ,مستقبلك, إنسانيتك إلخ من التقييمات التى كرمنا بها الله وأختصنا بها عن سائر المخلوقات.

وأصبح لنا الكلمة الحلوة نادرة وتحولت الكلمة الطيبة إلى إكرامية أمن بها عليك وفى مقابل ذلك ستقدم إلى بالطبع ما أنا أطمع فيه وهو فيك, وتحولت القيم والمبادىء إلى كلاسيكيات نتندر على فواتها بل ونبكى عليها ونغنى على اطلالها ظلموه , أهو حقا بنى آدم ذلك الذى كرمه الله من صفاته وأشركه فى أسمائه الحسنى وأدخل على قلبه وعلى كيانه مايجعله يرق إلى حال شخص ضعيف مثلى لايملك من زمام نفسه إلا الكلمة الطيبة ولا من حطام الدنيا إلى لسان ينطلق به إلى أفاق الأخرين فى ود ووئام , لماذا تضاءلت أهمية المحبة بيننا ولماذا أصبحنا نهجو المشاعر كأنها عدو لدود.

لماذا جفت كل مصادر الأخلاق عندنا, ولماذا يتساوى الخير والشر فى موازيننا, لماذا الصديق الحقيقى مثل المزيف متقاربان فى المكانة ومتضادان فى الأهتمام.

تساؤلات وتساؤلات ولعل من مجيب, وأشعر حقيقة بجفاء لتلك الحياة التى سلبتنى أهم مفاهيم ورثتها فى صغرى عن الصداقة والمحبة والخير وقيم التسامح والعدل والأخاء., هل أصبحت الهيئة العامة لشئون علاقات البشر فى خبر كان أم أنها لم يأتى بعد من يفعل جوارحها لتعمل وتملى شروطها على الناس فى تأخى وسلام.

لماذا دائما على أن أنتظر تحفز غيرى لى حتى أتوانى فى رد تلك الصدمات التى قد تأتينى لمجرد انى لا أرغب فى أبداء تحفزى تجاه الأخر ولا أشجع نفسى لكى أكون متحفزا للأخر بدون مقدمات أو سابق إنذار يجعل منى دائما فى وضع الاستعداد لتلقى أى ضربات تأتينى من صديق أو قريب أو حتى ممن أحببتهم يوما ما وكنت أثق فيهم.

هل أصبحت علاقة "خد وهات" هى الرابط الوحيد بين البشر الحقيقى وليس المزيف فى تلك الحياة ؟؟
هل أصبح سوء فهم الآخر وقصر استيعاب العقل على الشكليات ومفردات الشكل الخارجى للشخصية هى أهم مايشغل بال أصحاب الماديات وقاصرى تقييم الإنسان على مافى جيبه لا على مايحتويه عقله وماتنبع به شرايين قلبه إلى أنهار المحبة والسلام والألفة.

لن أطيل ولن أسترسل أكثر من هذا,هى همهمات أهمهم بها بين جنبات عقلى ويسرقها حبر قلمى ليسطرها لكم فاضحا أهم مساؤى انسان أهمه أن يتأقلم مع تلك المفردات المركبة التى تزداد تعقيدا كلما مر الوقت وازداد عمر الحياة.

هناك تعليق واحد:

  1. كلنا ورثنا وعرفنا جيدا فى صغرنا عن الصداقة والمحبة والخير وقيم التسامح والعدل وليس فى حالات تحفز جميلة جدا حقيقى ولكن فى حالات اندهاش من تصرفات البعض وسوء الظن والتخوين والاساءة بالالفاظ وحاجات كتير حقيقى عمرى ماقبلتها فى حياتى لذلك مش قادرة استوعب اى حاجة من اللى بشوفه يمكن الناس اللى اعرفهم انا بحس انهم كويسين وبيتعاملوا معايا كويس وعمرى ماصادفت اى حد حتى لواختلفنا اسلوبه جارح وصعب وبشع بالشكل ده وعلشان كدا الواحد احسن يفضل مع الناس الطيبين اللى يعرفهم يحبهم ويحبوه ويبعد عن الاصدقاء دائما فى حالات من الشكوك والتخوين وحاجات
    كتير صعبة نستودعكم الله مع اطيب تمنياتنا لكم بالنجاح والتوفيق

    ردحذف

يشرفني تعليقك :)