عمر سليمان.. الشريك الموثوق به أمريكيا..المكروه مصريا
ويوضح
دور سليمان في "الحرب على الإرهاب" العلاقات التي تربط الولايات المتحدة
الأمريكية والنظام المصري الذي يتعرض منذ سبعة أيام لاحتجاجات شعبية
ومظاهرات عارمة تطالب بإسقاطه. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عين سليمان
نائبا للرئيس المصري قبل يومين وكلف بإجراء اتصالات مع قوى المعارضة. ونال
سليمان الإشادة والثناء من قبل واشنطن بعد قيادته الناجحة لمفاوضات بين
إسرائيل والفلسطينيين وبين الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم.
ويمثل
بالنسبة للمخابرات الأمريكية شريكا موثوقا به لجهوده في مواجهة خطر
الجماعات الإسلامية الجهادية دون تردد. وثمرة للشراكة الأمريكية المصرية،
خضع سليمان لتدريبات خلال ثمانينيات القرن الماضي بمعهد ومركز جون كينيدي
الخاص للحروب في فورت براغ بنورث كارولينا.
وبصفته
مديرا للمخابرات، تبنى سليمان برنامج السي آي أي لتسليم معتقلي ما يسمى
الإرهاب الذين كانوا ينقلون إلى مصر وبلدان أخرى حيث يستجوبون سرا دون
إجراءات قانونية. ويقول جاين ماير صاحب كتاب "الجانب المظلم" إن سليمان كان
"رجل سي آي أي بمصر في هذا البرنامج". ومباشرة بعد توليه رئاسة المخابرات،
أشرف سليمان على اتفاق مع الولايات المتحدة عام 1995 يسمح بنقل المشتبه
فيهم سرا إلى مصر للاستجواب، حسب كتاب "الطائرة الشبح" للصحفي ستيفن غراي.
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب وسوء
المعاملة في مصر وغيرها، متهمة الحكومة الأمريكية بانتهاك التزاماتها عبر
تسليم المعتقلين لأنظمة معروفة بمثل هذه التجاوزات.
وحتى
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 اعتمدت السي آي أي، على سليمان
لاستقبال معتقلين منهم ابن الشيخ الليبي الذي يعتقد الأمريكيون أنه قد يثبت
ارتباط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتنظيم القاعدة. وفي شهادة له يصف
سناتور أمريكي عام 2006 كيف يوثق المعتقل في قفص ويضرب لمدة ساعات من قبل
جلادي مصر بهدف دفعه لتأكيد علاقات مزعومة بين القاعدة وصدام. واعترف
الليبي في نهاية المطاف بأن النظام العراقي كان يستعد لتزويد القاعدة
بأسلحة بيولوجية وكيميائية، وهي اعترافات تراجع عنها لاحقا لكن وزير
الخارجية الأمريكي وقتها كولن باول اعتمدها في حشد الدعم الأممي لغزو
العراق.
عميل استخبارات بحقائق يخجل من ذكرها التاريخ
تشير
تقارير إلى أن اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الذي عينه الرئيس
المصري حسني مبارك نائبا أول له، شارك في تنظيم عمليات الاستجواب العنيفة
للمشتبه بضلوعهم في الإرهاب التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية (سي آي ايه) في إطار برنامج سري نددت به مجموعات حقوق الإنسان.
ودوره في كواليس "الحرب على الإرهاب" يثبت العلاقات التي تربط بين الولايات
المتحدة والنظام المصري فيما وضعت موجة التظاهرات غير المسبوقة ضد مبارك
واشنطن أمام معضلة صعبة.
ومع
الاحتجاجات على نظام مبارك، عين سليمان نائبا للرئيس الأسبوع الماضي وكلف
إجراء حوار مع المعارضة في محاولة لنزع فتيل الأزمة. وسليمان يعتبر مسؤولا
محنكا أدار مفاوضات الهدنة الحساسة بين إسرائيل والفلسطينيين وكذلك
المحادثات بين الفصائل الفلسطينية، وكان موضع إشادات من الدبلوماسيين
الأمريكيين.
ويرى
مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأمريكية أنه كان شريكا موضع ثقة راغبا في
ملاحقة الناشطين الإسلاميين بدون تردد واستهداف المجموعات المتطرفة في
بلاده بعدما نفذوا سلسلة هجمات ضد أجانب. وفي ما يدل على التقارب الأمريكي
المصري، خضع سليمان لتدريب في الثمانينات في معهد جون كينيدي الحربي الخاص
ومركز فورت براغ في كارولاينا الشمالية. وحين كان سليمان يتولى رئاسة
المخابرات، تشير معلومات إلى أنه ساهم في برنامج "سي آي ايه" المثير للجدل
الذي أطلق في عهد الرئيس السابق جورج بوش وكان الأمريكيون يعمدون بموجبه
إلى نقل أشخاص يشتبه في ضلوعهم بالإرهاب إلى مصر ودول أخرى بدون إخضاعهم
لأي ملاحقة قانونية وحيث كانوا يخضعون لعمليات استجواب قاسية جدا. وتقول
غاين ماير مؤلفة "ذي دارك سايد" (الجانب المظلم) على موقع صحيفة نيويوركر
على الانترنت انه كان "الرجل الأساسي لوكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية في مصر في برنامج نقل" المعتقلين.
وبعد
تسلمه إدارة المخابرات المصرية، اشرف سليمان على اتفاق مع الولايات المتحدة
في 1995 خلال رئاسة بيل كلينتون، يتيح نقل ناشطين مشبوهين سريا إلى مصر
لاستجوابهم. وتقول مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان أن المعتقلين تعرضوا في
غالب الأحيان للتعذيب وسوء المعاملة في مصر وأماكن أخرى.
التفاصيل المرعبة
وهي
تتهم الحكومة الأمريكية بانتهاك التزاماتها القانونية عبر تسليم مشتبه بهم
إلى أنظمة تمارس تجاوزات في مجال حقوق الإنسان. وفي حملة التحضير للاجتياح
الأمريكي للعراق عام 2003، اعتمدت السي آي ايه على سليمان لقبول نقل معتقل
يعرف باسم ابن الشيخ الليبي الذي كان المسؤولون الأمريكيون يأملون في أن
يكون قادرا على إثبات وجود رابط بين صدام حسين والقاعدة.
ونقل
المشتبه به وهو معصوب العينين إلى القاهرة حيث كانت وكالة الاستخبارات
المركزية الأمريكية تعتقد أن حليفها سليمان سيضمن حصول عملية استجواب
ناجحة. ووصف تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي في 2006 كيف وضع المعتقل في قفص
لساعات وتعرض للضرب فيما دفعته السلطات المصرية إلى تأكيد وجود روابط
مزعومة بين القاعدة وصدام. وأبلغ الليبي محققيه على الأرجح بان النظام
العراقي آنذاك كان يتجه لتزويد القاعدة بأسلحة بيولوجية وكيميائية.
وحين
عرض وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن أول حجج شن الحرب على العراق أمام
الأمم المتحدة كان يشير إلى تفاصيل اعترافات الليبي. لكن المعتقل عاد وسحب
اعترافاته. وفي كتابه "الطائرة الشبح" حول برنامج السي آي ايه "المثير
للجدل يكتب الصحافي ستيفن غراي أن مصر واجهت انتقادات منتظمة من مشرعين في
الكونغرس بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وكتب
"لكن سريا، كان رجال مثل عمر سليمان اقوى رجل مخابرات في البلاد، يؤدي لنا
العمل، العمل الذي لا ترغب الدول الغربية بالقيام بها بنفسها".
عمر سليمان.. رجل أميركا بمصر
تتهم
منظمات حقوقية اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري حسني مبارك والمدير
السابق لجهاز المخابرات بالتورط في "استجواب وحشي" لمعتقلين متهمين في
قضايا إرهاب ضمن برنامج سري لوكالة المخابرات الأميركية (سي آي. أي).
ويوضح
دور سليمان في "الحرب على الإرهاب" العلاقات التي تربط الولايات المتحدة
الأميركية والنظام المصري الذي يتعرض منذ سبعة أيام لاحتجاجات شعبية
ومظاهرات عارمة تطالب بإسقاطه.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عين سليمان نائبا للرئيس المصري قبل يومين وكلف بإجراء اتصالات مع قوى المعارضة.
ونال
سليمان الإشادة والثناء من قبل واشنطن بعد قيادته الناجحة لمفاوضات بين
إسرائيل والفلسطينيين وبين الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم. ويمثل بالنسبة
للمخابرات الأميركية شريكا موثوقا به لجهوده في مواجهة خطر الجماعات
الإسلامية الجهادية دون تردد.
تدريبات
وثمرة
للشراكة الأميركية المصرية، خضع سليمان لتدريبات خلال ثمانينيات القرن
الماضي بمعهد ومركز جون كينيدي الخاص للحروب في فورت براغ بنورث كارولينا.
وبصفته
مديرا للمخابرات، تبنى سليمان برنامج السي آي أي لتسليم معتقلي ما يسمى
الإرهاب الذين كانوا ينقلون إلى مصر وبلدان أخرى حيث يستجوبون سرا دون
إجراءات قانونية. ويقول جاين ماير صاحب كتاب "الجانب المظلم" إن سليمان كان
"رجل سي آي أي بمصر في هذا البرنامج".
ومباشرة
بعد توليه رئاسة المخابرات، أشرف سليمان على اتفاق مع الولايات المتحدة
عام 1995 يسمح بنقل المشتبه فيهم سرا إلى مصر للاستجواب، حسب كتاب "الطائرة
الشبح" للصحفي ستيفن غراي.
انتهاك
وتقول
منظمات حقوق الإنسان إن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة في
مصر وغيرها، متهمة الحكومة الأميركية بانتهاك التزاماتها عبر تسليم
المعتقلين لأنظمة معروفة بمثل هذه التجاوزات.
وحتى
بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 اعتمدت السي آي أي، على سليمان
لاستقبال معتقلين منهم ابن الشيخ الليبي الذي يعتقد الأميركيون أنه قد يثبت
ارتباط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتنظيم القاعدة.
وفي
شهادة له يصف سناتور أميركي عام 2006 كيف يوثق المعتقل في قفص ويضرب لمدة
ساعات من قبل جلادي مصر بهدف دفعه لتأكيد علاقات مزعومة بين القاعدة وصدام.
واعترف
الليبي في نهاية المطاف بأن النظام العراقي كان يستعد لتزويد القاعدة
بأسلحة بيولوجية وكيميائية، وهي اعترافات تراجع عنها لاحقا لكن وزير
الخارجية الأميركي وقتها كولن باول اعتمدها في حشد الدعم الأممي لغزو
العراق