في الرد على مقال حسام عبد العزيز بعنوان " خدعوك فقالوا .. يسقط حكم العسكر

كتابي في الرد على مقال أ. حسام عبد العزيز المنشور في موقع " أمة واحدة " بعنوان : خدعوك فقالوا .. يسقط حكم العسكر رابط المقال :http://bit.ly/HE6Pev السلام عليكم ورحمة الله. إلى كاتب المقال المحترم : لماذا دائما ينظر الاسلاميين الحاليين إلى من يختلفوا معهم في الرأي نظرة اقصائية لا تسمح ببعض من المساحات المشتركة , لقد ذكرت حضرتك في مقالك بالنص الآتي : ينبغي أن ندفن رؤوسنا في الرمال، فالمعركة حول الدستور معركة هوية. الإسلاميون يريدونها إسلامية والعلمانيون يبغونها عوجا كي تستمر مشروعاتهم التي قامت لعقود على الاقتصاد الربوي والخمور ومخاطبة غرائز الشباب بصناعة السينما والفن بشكل عام. السؤال : هل هذا هو فهم حضرتك للمعركة الدائرة الآن بين التيارين الاسلامي والليبرالي حول كيفية وضع الاشخاص الذين سيتولون مهمة وضع دستور مصر القادم , والذي سيُحكم به أكثر من 85 مليون شخص حالي وفي ازدياد طبيعي في المستقبل , اذا كان هذا هو فهمك للمسألة فهو لاشك فهم مغلوط , فلا كل ماهو غير اسلامي الهيئة يكون علماني , ولا حتى نحن نقبل ان تكون نظرتكم لمخالفيكم في الرأي أو غير مؤيديكم هكذا , فلا نحن علمانيون ولا نقبل ان تستمر المشروعات التي تتحدث عنها على هذا النحو المذكور. ثم أكدت حضرتك مرة أخرى على نفس المسألة , أن المعركة هي معركة هوية فذكرت قائلا : نعم هي معركة هوية. أنا شخصيا لا أمانع أن يكتب الدستور الدكتور البرادعي شريطة أن يكون دستورا إسلاميا وإن كنت أعلم أن هذا من باب افتراض المستحيل. وأتسأل.. هل يجب ان يكون فقط كاتبي الدستور اسلاميين , من المنطقي أن نجد خبراء واساتذه قوانين وواضعي دستور وممثلين لجميع الهئيات وطوائف المجتمع خلفيتهم وتوجهاتهم غير إسلامية أو قد لا تتفق مع ماترونه إسلاميا في نظركم, و بمعنى أخر ليسوا إسلاميين الهيئة والانتماء , فلا هم أتوا من المدرسة التي تنتمي أنت إليها , بل على العكس لا ينتمون الى أي تيار فكري أو ايديولوجي , فهل من المعقول ان نجنب هؤلاء وهم في مكانة تسمح بأن نستفيد من خبراتهم وإمكاناتهم لمجرد أنهم لا ينتمون للتيار الاسلامي ؟؟! قس على هذا أي خبرة قانونية أو علمية أو حتى سياسية كالدكتور البرادعي كما ذكرت. ثم قلت بالنص الآتي: الاستقواء النخبوي بالمجلس العسكري فاحت رائحته ومن الغباء أن نفترض أن يقتل حليف حليفه في حرب مع خصم قوي وهنا أحيلكم مجددا إلى مثال التعاون الفتحاوي المباركي. وأسال : هل كل من هم غير راضون عن اللجنة التأسيسية المختارة الآن لوضع دستور مصر القادم هم النخبة فقط ؟! , واذا كان ذلك صحيح هل يجب أن نعمم الجزء على الكل لمجرد الخلاف الدائر الآن, فنقول مثلما قلت أنت هكذا بالأعلى أو حتى سمح لأنفسنا بأن نتهم تيار أو جماعة بأنها قد باعت الثورة مسبقا ووضعت يدها في يد العسكر! , لا ينبغي أن يكون أسلوب الاختلاف هكذا وعلى هذه الطريقة نتصارع بأن يخوّن بعضنا البعض , ثم .. هل كل الرافضين للجنة المختارة حاليا يضعون أيديهم في يد المجلس العسكري استقواءاً به في وجه التيارات الحالية المتمثلة في البرلمان ؟؟! أتمنى أن أجد إجابة واضحة ومباشرة ثم قلت حضرتكم الآتي: تجادل النخبة في معركة الدستور بأن الأغلبية متغيرة، فبعد سنوات قد يكون الإسلاميون أقلية ومن ثم فهم يتسائلون عن سر تفضيل الإسلاميين في هذه النقطة. والحقيقة أن اختيار الشعب الإسلاميين في البرلمان ليس هو السبب وإنما لأن الشعب اختارهم وهو يعلم أن برلمان الثورة هو الذي سيكتب الدستور. وأقول لك : هل تعلم أن أكثر دول العالم ديمقراطية وهي الولايات المتحدة لا تستطيع الاغلبية في البرلمان أن تنفرد بوضع الدساتير فيها , نظراً لأنهم يقيناً يعلمون أن الاغلبية لا تحكم دائما , ويتناوب الحزبان الجمهوري والديمقراطي البرلمان والرئاسة , بالأضافة إلي أنهم في دول كألمانيا يشترطون على البرلمان هناك عند عمل تعديل على الدستور ويسمى هناك بأسم " القانون الأساسي " أن يحظى بموافقة أغلبية نسبة الثلثين في البرلمان , بل يقوموا بأقصاء التيارات اليمنية المتطرفة تماما من أي حق لهم في ممارسة التشريع إذا ماتراءى لهم أن تلك التيارات تسعى للانحراف بالقانون الأساسي نحو منحنى يشكل خطراً على البلاد , ثم زايدت أنت على أختيار الناس لتلك التيارات الممثلة للأغلبية في البرلمان وذكرت ضمنياً أن ذلك جاء لثقتهم فيهم حين سيقوموا بوضع الدستور الجديد لمصر مستنداً على أشكالية المسمى الذي أطلقته على البرلمان الحالي ( برلمان الثورة ) , حين قلت أنهم يعلمون أن برلمان الثورة هو الذي سيكتب الدستور وبناءاً عليه قاموا بأختيارهم , طبعاً هذا كلام لا يوجد عليه أي بينة تدل على صحته أوأدنى دليل أو تأكيد , فهو كلام مرسل فقط , فليس معقولا أن من لا يملك قوته اليومي يملك من المعرفة ان يفرق بين دور النائب الحقيقي المتعارف عليه لدى النخبة والمثقفين فقط في الغالب وهو " تقديم الاقتراحات بشأن تعديل القوانين وخلافه من الطلبات والاحاطات التي تقدم داخل المجلس " وبين الدور الاخر الذي يمثل الفكرة الموجودة عند أغلب العامة وهو " الخدمات التي يوعد بها النائب ناخبيه حتى يضمن وصول أصواتهم إلى صندوق الانتخاب " وبناءاً عليه تلك هي كانت نظرتهم للاسلاميين غالبا لأنهم الأقرب إلى فكرة تنفيذ المطالب المتنوعة للعامة " فئوية وعامة" أضف إلى ذلك تقصير التيارات المنافسة الأخرى في السعي إلى كسب ود هؤلاء بأستخدام تلك الوعود كما هو المعتاد وتقصيرهم أيضا في الأقتراب من نبض الشارع ومتطلباته, أضف إلى ذلك أيضا معاناة هؤلاء الناس " الأغلبية المطلقة من الشعب المصري " من نظام ظالم ومستبد لا يزال يحكم حتى الآن وقضى على الأخضر واليابس ومن ثم لجأوا لمن يتمثل لهم فيه التقوى والصلاح حتى ولو لا يعلمون عنه بالضرورة شيئاً ككثير ممن صوتوا في الانتخابات الماضية لمجلس الشعب. نسأل الله لمصرنا الغالية كل الخير والعافية. ويسقط حكم العسكر

أحب الوجوه المضيئة


أحب الوجوه المضيئة
تلك التي تستحب الكفاح..
وتلك القلوب
التي تملأ الكون بِشرا
وتستجلب النور
من ظلمة الليل
تهدي لعيني أحلى صباح..
وتسجد حين سكون السحر ..
تسبح حتى البكاء ..
وتسعى
بكل يقين..
وتضحك..
رغم الجراح..
وحين ينادي المؤذن
تقوم
لنهج فلاح
رجال إذا كان للخصم
نصف وجود
كانوا رجالا
صحاح
يخوضون كد الحياة
بصمت جميل
ودون صياح
يُعدون زاد المسير
ليوم عظيم
من فاز فيه
نجا
واستراح

هبة رؤوف عزت

عيّد على أم الشهيد في يوم عيد الأم




.
أرقام التليفونات دي تم تنقيحها ومراجعتها.. تقدر تتصل بأى رقم منهم.. وتقول لأم شهيد، كل سنة وإنتي طيبة.. share

• والدة الشهيد خالد سعيد 01009283502 | • والدة الشهيد إسلام رأفت 0128273772 | • والدة الشهيد مينا نبيل 0171251262 | • والدة الشهيد أحمد بسيونى 0164455070 | • والدة الشهيد شهاب حسن شهاب 0178494534 | • والدة الشهيد طارق مجدي مصطفى 0182640951 | • والدة الشهيد خالد عطية شحاتة 0107816993 | • والدة الشهيد أحمد عبد الرحيم السيد 0101101898 | • والدة الشهيد ولاء الدين حسني محمد 0117674078 | • والدة الشهيد أحمد اهاب محمد فؤاد عباس 0222741042 | • والدة الشهيد خالد علي أحمد يوسف 0121245178 | • والدة الشهيد ابراهيم رضا محمد 0161164719 | • والدة الشهيد يوسف فايز ارمانيوس 0170307266 | • والدة الشهيد حسين طه 0180592465 / 0177567042 | • والدة الشهيد حاتم حسين محمد 0824404961 | • والدة الشهيد ابراهيم سمير احمد محمد سعدون 0122995120 | • والدة الشهيد مصطفى العقاد 0101974108 | • والدة الشهيد جرجس لمعي موسى 0161732171 | • والدة الشهيد مصطفى الصاوى 0199616141 | • والدة الشهيد ابراهيم علي صالح 0146331935 | • والدة الشهيد عبد الرحمن صبحي عبد الغني 0110532616 | • والدة الشهيد خالد محمد محمد السيد 0126124175 | • والدة الشهيد أحمد سالم عيسي محمد 0179750765 / 086- 3300218 رفح منزل | . والدة الشهيد أحمد سمير السيد 23200620 / 0127365625 | والدة الشهيد أحمد صابر مصطفي 0195594174 | . والدة الشهيد أحمد عبد الرحيم السيد 0101101898 | والدة الشهيد أحمد عبد العاطي سيد 0194966039 / 0119967385 | والدة الشهيدة أميرة سمير السيد دويدار 0124942836 | والدة الشهيد محمد متولي عوض 37296357 | والدة الشهيد أحمد ابو بكر العوضي 0170224537 | والدة الشهيد مهير خليل زكي خليل 0107728262 | والدة الشهيد سعيد أحمد الطوخي 0182818921 | والدة الشهيد محمد مصطفى 0113788229 | ارملة شهيد الزاوية عم موسى 0119706832 | والدة
الشهيد محمد محسن 0197433449 | والدة الشهيد د. علاء عبد الهادي
01119394242 / 0403609018

مشكورين صفحة :
6th of April Youth Movement - حركة شباب 6 إبريل
https://www.facebook.com/shabab6april

-ويبقى الأمل-

-ويبقى الأمل-

يبقى الألم هو الدافع والمحرك لكل الاشياء.
يبقى هو الفعل الحقيقي الذي لا تشوبه أدنى شائبه او نقصان .. فهو معنا اينما كنا , تتزايد حدته حينا أو قد تقل حينا .. يدفعنا بعض الوقت للأساءة إلى من نحب او الى من لانحب.. دون أن ندرك وقع ذلك على أنفسنا ..

أهو حقا مولد ثوارت الغضب بداخلنا تُرى ؟! .. ام محفز حيوي لنشاطنا الداخلي لاتخاذ بعض المواقف التي قد تغير مسلك حياتنا وترسم لنا مستقبلنا وتحدد بثبات غير متغير ماضينا.

يبقى كجزء متأصل في اعماقنا يتصارع بداخلنا متلاحم مع كل جزء فينا .. قابع على أنفسنا جاهدا في القضاء عليها..
يقتل أحلامنا أحيانا ويكسر أرادتنا أحيانا اخر .. هو وليد اول ساعة في حياتنا .دوما معنا على مدار الساعة غير مكترث بمشاعرنا .. ينفض علينا من غبار الحزن اكواما فتتنفسه صدورنا راغمة .. نكحكح منه سريعا فما نلبث ان نرتوي من ترياق الصبر املا في الاستشفاء منه

يبقى الألم معنى هاما متلازم مع مترادفات الثورة على الجوع والفقر والمرض , فبدونه كـ ركيزة اساسية لن تثور بطونا خاوية غير قادرة على الكسب والعيش ولا اجسادا انهكها الزمان بالعلل على ماتحس وتألم .. ينضح من اناءه الواسع احساس العاجز بعدم الوفاء الى من يحب بما يحلم به ! ..بالزاد والزواد والغطاء والأمن..

يبقى الألم صديقا وفيا للمستضعفين في الأرض , لا يغادرهم لحظة دون الموت .. كأسا يتجرع منها ايضا الطاغية في جبروته رغما عنه وكلما شعر بدنو اجله وتذكر حينها النهاية .. وحينما توفّى كل نفس بما عملت ويبقى الصراط ..

يبقى هذا الكائن المسمى بالألم , كمؤشر مضطرب الاهتزاز غير ثابت ,, يعلو ويهبط دوما بلا ملل او انقطاع .. يقاس به قدر ابتلاء المولى لعباده , فعلى قدر شدة اضطرابه يرتفع البلاء , وحينما ندركه تعبا ساكنا فنستسقى من وراءه الرخاء .. ولكن يوجد ماهو أشد على النفس وقعا منه . فالذي خلق الألم لم ينسى أن يخلق معه ( الأمل )..

يبقى التفاؤل ايضا .. تفاءلوا بالخير تجدوه

-محمد حمدتو-

نشرت بموقع جريدة الشروق الألكتروني بتاريخ 27/3/2012

متضامن مع رموز الثورة المصرية ضد التنكيل





متضامن مع رموز الثورة المصرية ضد التنكيل
-------------------------------------------------


الثورة بطولة لا ينال شرفها الا من هم من حياتهم دفعوا
الثورة مش كلمتين وخلاص على كام مطلب اترفعوا
الثورة عيون ضايعة وارواح صانعه لبكره حلم جميل
بحياتي افديكم ياوديع وياحرارة وياسميرة وياكل من عرفوا
قيمة بلادهم ومجدوا شأنها .. دول زهر البستان العليل

اسماء . عادل . وطبعا ماهر . ابريلي وافتخر ياشاطر
اسحاق . برادعي . اسواني . اصحاب فضل وخليك فاكر
نوارة الانتصار . علاء . فودة . ريم . اخاف انسى اسمك ياغنيم
احرارك 8 ابريل ياجيشي . عمرهم مانخوا يافطين
فمتحاولوش تنّسونا ثورتنا . دا شهيدنا شيخ عفت ياراجل

تحية إلى كل اشراف الثورة المصرية
تحية إلى الالتراس والوايت نايتس الشرفاء
تحية إلى ضباط 8 إبريل ضباط الجيش الاحرار
تحية إلى سميرة إبراهيم وهند بدوي وغادة كمال وجميلة إسماعيل وبثينة كامل و وكل حرائر مصر
تحية إلى باسم يوسف ويسري فودة وريم ماجد ومعتز مطر وكل الاعلاميين الشرفاء
تحية إلى كل النشطاء السياسين وشباب الثورة الشرفاء
تحية إلى كل رموز الثورة المصرية وكل من يدفع الآن ثمن وقوفه مع الثورة والثوار
تحية إلى كل من وقف مع ثورة يناير ومازل يقف في صفها ولم يتبدل موقفه يوما من الايام

الثـــــــورة مـستمـــرة


محمد حمدتو
2012-3-10




بمناسبة يوم المرأة الدولي..أفحكم الجاهلية يبغون !




لي صديق يعيش في القاهرة حكى لي اليوم حكاية عجبت لها .. تزوج هذا الرجل امرأة من أصول ريفية من أحدى قرى الجيزة , على ما أذكر " الصف " .. هذه المرأة مات والدها وترك لهم . هي وأخوتها الرجال . تركة وفيرة من الأملاك والأراضي الصالحة للزراعة بطبيعة الحال..

وبعد أن جلسا سويا " هذا القاهري وزوجته الريفية " بعد ان انتهت مراسم العزاء ولاح التفكير في الميراث المستحق من تلك الأموال , طلبت الزوجة من زوجها عدم الخوض في هذا الحديث مرة أخرى بعد أن قام الزوج بمفاتحة زوجته في الأمر , استغرب الزوج للوهلة الأولى رد فعل زوجته , وتوقع أن تكون قد فهمت أنه طمع في أن يشاركها فيما سيؤول إليها من نصيبها في تركة أبيها , فما كان منه إلا ان وضح لها ان الامر لا يعد كونه سوى البحث عن حقها الشرعي في ميراث أبيها..

فاجأت الزوجة زوجها قائلة بأن مجرد فتح الموضوع مع اخوانها الرجال سيسبب مشاكل لا حصر لها , اندهش الزوج من كلام زوجته وبدأ يلح عليها في معرفة الاسباب الحقيقة التي دفعتها لقول ذلك , ردت عليه قائلة : أرجوك لا تفتح هذا الموضوع معي مرة أخرى

خاصم الرجل زوجته أياما عقابا لها على عدم مصارحته بما في نفسها , أبتدأت الزوجة تشعر بداخلها بقليل من تأنيب الضمير , وتحت الضغط الواقع عليها أثر تلك القطيعة , قامت الزوجة بشرح اسبابها لزوجها والتي دفعتها لرفض الخوض في هذا الحديث.

عندما ذكر لي هذا الرجل السبب الحقيقي وراء رفض زوجته فتح ذلك الحديث معه , تعجبت كيف يكون هذا هو تفكير بعض المصريين ونحن نعيش الآن زمان صخيب بكل ماهو " فكري وديني " حينما تلتف أرادة كثير من رجال الأمة حول قضايا ليست أكثر أهمية مما سأسرده عليكم , الحكاية وما فيها أن المرأة المصرية في بعض قرى الريف وفي وكثير من الأحوال لا ترث في تركة والديها , وليس لها الحق في ذلك , حيث ان مجرد التفكير في ذلك الأمر سيفتح عليها ابواب نار من جهنم وستقوم تلك النار بلفح وجهها على الفور , تلك النار التي ستأتيها من أقرب الناس إليها أخوتها من أمها وأبيها , حيث لا يحق لها المطالبة في حقها في الميراث , ببساطة لأن الأعراف في تلك القرى ترفض الأمر شكلا وموضوعا وتعتبر أن مجرد الحديث فيه هو خروج عن العرف والتقليد المتبع في هذه القرى.

المشكلة الأكبر أنه مع الاستفسار أكثر من الرجل عن الأمر تبين لي أن صعيد مصر أيضا لا يزال يعاني من تلك الأعراف التي لا ترتبط مطلقا بشريعة الله في خلقه وما قد قرره لنا مسبقا بحكمة هو أعلم منا بها , وتعتبر هذه القرى المرأة في نظرها عنصرا ثانويا , العجيب في هذا الأمر أن الرجل هناك لا يجد غضاضة في الجور على حق أخته في ميراث والديه , مستندا إلى تلك الأعراف الظالمة , ومكتفيا فقط بأعطائها مافيه النصيب كل شهر أو حتى كل عام , وبدون أدنى أحساس بالذنب يفعل ذلك , وياويلها من يخونها عقلها لمجرد التفكير في المطالبة بحقها في الميراث , تتعرض للقطيعة والمخاصمة من أخوانها الرجال , تصل آثار تلك القطيعة إلى عدم حضور عزاءا لتلك المرأة , فقيدا لها ابنا كان أو زوج أو حتى عزاء تلك المرأة نفسها حين تتوافاها المنية.

حقيقة تتألم نفسي لحال هؤلاء الرجال الذين لا يجدون حرجا في إعلاء شرائعهم الخاصة على شريعة الله التي راعى فيها مسبقا مايرونه مبررا لما يدفعهم لذلك , وهو ان للرجل القوامة على المرأة وأنه هو من يعول وينفق ومن ثم يقدمون في الجور على حقوق أخواتهم النساء , وتذكرت حال القوم في شبه جزيرة العرب قبل الاسلام حينما كان يرزق أحدهم بمولود ثم يكتشف أن وليده هذا بنت , وما يصيبه بعدها من ضيق نفسي يدفعه لمواراة نفسه بعيدا عن الناس خجلا وعارا مما ابتلي به , أو قد يدفع البعض منهم لوأد عاره بيده , (أفحكم الجاهلية يبغون) !


محمد حمدتو
2012-3-8

نشرت بموقع جريدة الشروق الألكتروني بتاريخ 9/3/2012