-ويبقى الأمل-

-ويبقى الأمل-

يبقى الألم هو الدافع والمحرك لكل الاشياء.
يبقى هو الفعل الحقيقي الذي لا تشوبه أدنى شائبه او نقصان .. فهو معنا اينما كنا , تتزايد حدته حينا أو قد تقل حينا .. يدفعنا بعض الوقت للأساءة إلى من نحب او الى من لانحب.. دون أن ندرك وقع ذلك على أنفسنا ..

أهو حقا مولد ثوارت الغضب بداخلنا تُرى ؟! .. ام محفز حيوي لنشاطنا الداخلي لاتخاذ بعض المواقف التي قد تغير مسلك حياتنا وترسم لنا مستقبلنا وتحدد بثبات غير متغير ماضينا.

يبقى كجزء متأصل في اعماقنا يتصارع بداخلنا متلاحم مع كل جزء فينا .. قابع على أنفسنا جاهدا في القضاء عليها..
يقتل أحلامنا أحيانا ويكسر أرادتنا أحيانا اخر .. هو وليد اول ساعة في حياتنا .دوما معنا على مدار الساعة غير مكترث بمشاعرنا .. ينفض علينا من غبار الحزن اكواما فتتنفسه صدورنا راغمة .. نكحكح منه سريعا فما نلبث ان نرتوي من ترياق الصبر املا في الاستشفاء منه

يبقى الألم معنى هاما متلازم مع مترادفات الثورة على الجوع والفقر والمرض , فبدونه كـ ركيزة اساسية لن تثور بطونا خاوية غير قادرة على الكسب والعيش ولا اجسادا انهكها الزمان بالعلل على ماتحس وتألم .. ينضح من اناءه الواسع احساس العاجز بعدم الوفاء الى من يحب بما يحلم به ! ..بالزاد والزواد والغطاء والأمن..

يبقى الألم صديقا وفيا للمستضعفين في الأرض , لا يغادرهم لحظة دون الموت .. كأسا يتجرع منها ايضا الطاغية في جبروته رغما عنه وكلما شعر بدنو اجله وتذكر حينها النهاية .. وحينما توفّى كل نفس بما عملت ويبقى الصراط ..

يبقى هذا الكائن المسمى بالألم , كمؤشر مضطرب الاهتزاز غير ثابت ,, يعلو ويهبط دوما بلا ملل او انقطاع .. يقاس به قدر ابتلاء المولى لعباده , فعلى قدر شدة اضطرابه يرتفع البلاء , وحينما ندركه تعبا ساكنا فنستسقى من وراءه الرخاء .. ولكن يوجد ماهو أشد على النفس وقعا منه . فالذي خلق الألم لم ينسى أن يخلق معه ( الأمل )..

يبقى التفاؤل ايضا .. تفاءلوا بالخير تجدوه

-محمد حمدتو-

نشرت بموقع جريدة الشروق الألكتروني بتاريخ 27/3/2012

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل جدا وفعلا الأمل هو سر السعادة ومفتاح النجاة

    ردحذف

يشرفني تعليقك :)