
البرادعي فكرة وأنتهت بقُبلة !
إذا كان البرادعي كما شاهدناه جميعا أمس وقد عُين كرئيسا للجنة تحكيم مهرجان برلين السينمائي فى نسخته 2012 (السينما من أجل السلام) فهو لا شك بحسب ما أعلم من سابق دراستي الأكاديمية وحدود علمي فى متابعة مهرجانات الأفلام المختلفة قد شاهد جميع أفلام هذا المهرجان , إذن القضية الرئيسية ليست هي القضية التى تشغل الجميع الآن , ليست القضية مشهد قُبلة أبوية طبعها البرادعي على خد الممثلة سابقا والمخرجة حاليا (أنجلينا جولي) أو كما تناول البعض الحدث وحصروه بداخل هذا النطاق , بقدر ما هو إقرار فعلي من (مدير وكالة الطاقة الذرية السابق) بكل ما تضمّنه محتوي هذا الفيلم " الحب في أرض الدماء والعسل " من احداث دراماتيكية تتناول قصة غريبة الوضع والشكل تحدث فوق أرض مُورس فوقها أكبر مذابح بشرية خلال نهايات القرن الماضي من قبل الصرب ورويت بدماء أبنائها الطاهرة أرض البوسنة والهرسك , وأبطالها (تلك القصة) أبطال المشهد الرئيسي في الصراع القائم بين الطرفين.
إن الفيلم الحاصل على (جائزة أفضل فيلم يدعو للسلام) فى المهرجان , فى حقيقة الأمر يدعو لتمييع القضية الرئيسية الخاصة بمسلمي (البوسنة والهرسك) و المنتهكة أعراضهم قبل حقوقهم فى وطن يحتويهم من قبل الصرب المجرمون الباغون عليهم كما هو المعروف فى الماضي للجميع , ويقوم هذا الفيلم على فكرة تضليل العالم بشأن كل ماحدث فى الماضي , بل يصور الأمر كله وكأن كل ماسبق كان شيئا طبيعيا جدا ومن الممكن أن نقبل به إذا ما أسقطناه من الذاكرة ثم قررنا ان نتعايش من جديد جنبا إلى جنب فى سلام !! .. أو كمن يصنع فيلما سينمائيا به لقطات اباحية مقحومة عليه ليس إلا ليحقق به مكاسب تجارية سريعة وإذا سأله الناس لما تفعل ذلك ؟ كان جوابه إنه الواقع ياعزيزي ولم نزد عليه شيئا !!
الحقيقة صدمتي فى الدكتور البرادعي لا توصف ولا أجد الكلمات التى تنقل مابداخلي من شعور بالصدمة التي بدأت منذ أن تنحي الرجل قبل أيام قليلة عن إستكمال طريقه فى حلم الرئاسة الذي حلم به وكنا به نحلم معه أيضا , لقد عهدت فى الدكتور البرادعي صفات الرجل المتسامح الخلوق البشوش الذي طالما حلمنا معه بحلم التغيير الذي كنا نبغاه من سنين طويلة فى نظام غاشم وظلوم , حتى جاء هذا الرجل حاملا لواءه ومبشرا بماينذر بقرب حدوثه إلى أن أتى يوم الخامس والعشرون من يناير عام 2011 يوم أن عبّرنا جميعا عن مطالبنا فى التغيير , أوكد أنى لم أكن أفكر يوما أن أكتب مقالة أدعم فيها الدكتور البرادعي فى السابق , ولكني لطالما دخلت فى مناقشات مع أصدقاء لي كانوا يرون فى الدكتور البرادعي صفات عديدة لم تكن تشغل بالي حينها لأن الفكرة غلبت عليّ وقتها , وأقتناعي بما عاد من اجله البرادعي جعلني مع الكثيرين نؤمن سريعا بأفكاره وأرائه التي أثرت في وفيهم وهم على ماهم عليه الآن من مكاسب سياسية , وأعني الاخوان المسلمون الذين ألتفوا حوله وقت أن طرح المطالب الثمانية التي دعى من خلالها إلى أحداث تغيير حقيقي في مصر , لقد أعجبتني فكرة التغيير التى أتى بها الدكتور البرادعي فى عام 2009 وأيدناه فيها جميعا قوى ثورية وشبابية مختلفة الأيديولوجيات والأنتمائات وحتى أحزاب معارضة متناطحة شاركتنا تلك الفكرة وحتى الاخوان المسلمون " الجماعة المحظورة " حينها شاركتنا الحلم في وقتها من أجل أحداث التغيير الحقيقي فى مصر وقد حدث والحمد لله وأُسقط النظام وحدثت ثورة لم نتوقعها جميعا ولكن لم يكن فى حسباني أن مايحمله الرجل من مبادىء فى الماضي قد يتعارض مع مايحمله من أفكار وأخلاق داخلية طفت إلى السطح وأنحرفت به عن المسار السليم نحو مجتمع مُحافظ نتمناه جميعا ولا نصبو سواه .. أُسقط فى يدي خبر الأمس وكلي حزن وضيق من تصرف الدكتور البرادعي الذى لم يراعي أى أعتبارات ولا أي مشاعر للمسلمين .. شكرا للدكتور البرادعي رجل الفكرة وعفوا الدكتور البرادعي الذي رأيته بالأمس كان مخزيا حقا , أنتهي تأييدي لك منذ اليوم وحتى الأبد.
محمد حمدتو
15-2-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يشرفني تعليقك :)