الخرطوش لا يزال فى جيبي !!




بداية أود أن أشارككم مشاعري المضطربة , فأنا منذ فترة أشعر بحالة قرف , قرف من قلب كل الحقائق , كل من لديه وجهة نظر يحاول أن يفرضها بالقوة على الآخرين بدعوى أن وجهة نظره هى الأصح , وهى مايجب أن يوافقه فيها المختلفين معه عليها , تلك الحالة التى تأتينى كلما شاهدت المتنطّعون وغلاة الدين وأخرون غيرهم يمارسون أدوارهم المفضلة فى سب وقذف الآخر ووصفه بصفات يحاسب عليها القانون " كالخيانة العظمى والعمالة وتصل فى كثير من الأحيان إلى العمالة لأمريكا كوصف النائب المحترم " مصطفى بكرى " للدكتور محمد البرادعى بأنه عميل أمريكا وجاء لينفذ مخطط أمريكا فى مصر فى جلسة أمس بمجلس الشعب , دون أن يقدم هذا النائب الذي يعلم القانون جيداً بحكم عمله فى المجلس سابقا الدليل على صحة كلامه , الأخ " عاصم عبد الماجد " المتحدث الرسمى بأسم الجماعة الإسلامية تلك الجماعة التى لُطخت أيديها مرات عديدة بدماء المصريين فى ثمانييات و تسعينيات القرن الماضى بدعم من أمن الدولة , يشكك هذا الشخص فى حركة 6 إبريل ويحرض ويستعدى الناس على عداوتها دون أدنى دليل أيضا على مايقوله , النائب المحترم " محمد أبو حامد " بجلسة أمس يحاول أحد النواب ويدعى " محمد مضر" أن يخطف من يده الخرطوش الذى أخرجه ليعرضه على المجلس , وسط تصفيق حاد من نواب المجلس فى المرتين , تلك ومرة حين أتهم بكرى البرادعى بالعمالة لأمريكا , ثم يناله " أبو حامد " ما يناله جراء فعلته الشنعاء تلك أو كما يُحب أن يراها نواب أغلبية المجلس الموقر , وتعمل ميديا الإخوان على تصويره بمن يركب الهوجة ويحرض الرأى العام عليهم , مع أن الجميع يعلم حقيقة أن الخرطوش لا يزال فى جيبي منذ " محمد محمود " أو ما قبلها فى " ماسبيرو" أوحتى مابعد الموقعتين فى " أحداث مجلس الوزراء" , ضحك .. , ثم فوق كل هذا كان للمجلس رأياً مختلفاً واتفق الأغلبية خلال جلسة الأمس 6 فبراير على أن الداخلية لم تُطلق الخرطوش على المتظاهرين .. ضحك مرة أخرى , بعض النواب كمصطفى بكرى يطالب المجلس بتفعيل القانون الخاص بحماية منشأت الدولة كوزارة الداخلية , نسى أو تناسى أن دولة العدل هى من تُحصن المنشأت وتحمى الناس وتجعلهم آمنين على أرواحهم وذويهم وليست القوة , بشرط أن نقيم العدل فيهم ونقتص ممن قتل وأراق دماء أبنائهم وأصاب منهم المئات , ها .. هل مازلتم هادئى الأنفس مطمئنين أم وصلت إليكم مشاعرى المضطربة , لم أكن أتمنى أن يصل إليكم هذا الشعور بالقرف ولكن ما العمل وتلك الحالة تتولد مع كل أحساس أو شعور بالعجز والقهر , قهر كل من مات أبنائهم غدرا , مع كل صيحة " آه " تخرج من قلب أم فارقها وحيدها بدون ذنب فعله , وعجز أمام رؤية صورة " أنس" صاحب الخمسة عشر ربيعا .. أنس الذى لم يكن يتخيل يوماً أن تسليته فى تشجيع فريقه المفضل وحجز مكانا فى مدرجاته ستُعجّل له بحجز مكانا أخر فى عالم مختلف تماما عن عالمنا , وقهر من ظُلموا وماتوا غدراً ليس فقط فى تلك الموقعة " استاد بورسعيد " إنما فى كل مرة يموت فيها شباب هذا الوطن , مع كل دعوى باطلة تُحرك الأحداث لصالحها وتدافع عن الباطل وتجعله حقاً وتنحى الحق جانباً وتجعله باطل .


وعجز أمام هذا الإعلام الرياضى القذر الذى يُمارس أدواراً فى غاية القذارة منذ أمد بعيد ضد الثوار وضد الثورة ويستغل هذا الإعلام أى حدث يقع ليقوم بالنفخ فى النار , وهدفه ليس إلا تحقيق أعلى نسب مشاهدة بين المتفرجين من اجل جلب المزيد من الاعلانات حتى ولو كان هذا على حساب أرواح ابناء هذا البلد الآمين , بعضهم يرغب فى إستكمال الدورى المصري رغم كل ماحدث , ليس سوى إلا للبقاء فى موقعه , فمتى توقف الدوري توقف دوره ولن يجد مايتحدث عنه بالطبع ومن ثم سيجلس فى بيته مشاهد مثلنا , هؤلاء بالرغم ماعندهم ولا نحسدهم عليه فهذا ليس محله يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط ولا تفرق معهم زيد مات أو عبيد أصيب , أو كما قال عنهم أحد النقاد الرياضيين فى حلقة باسم يوسف الأخيرة .. يعملون بمبدأ : اللى يتجوز أمي أقوله ياعمي.


صدقونى قلائل الآن من يبحثون عن مصلحة مصر دون رغبة فى أى مصلحة شخصية أو عائد من وراء ذلك , وهم للأسف " صغار " مصر بالكسرة وليست بالضمة إذا جاز التعبير يعنى , أو" شباب مصر النبيل" بالوصف الأدق لهؤلاء الشباب الذى لم يخدعه نواب مجلس شعب يرى الحقائق بالمقلوب ويدافع عن وزارة الداخلية وهو لم يأتى حتى الآن بفعل يشفي صدور قوم مؤمنين بثورتهم وبتحقيق أهدافها حتى النهاية , سأستعير جملة قرأتها بالأمس على صفحة " كلنا خالد سعيد " وتلخص المشهد كُليةً لأختم بها مقالتى :
" قبل الثورة " .. ماعندناش مشاكل فى البلد , ماعندناش فساد , ماعندناش فقر , ماعندناش توريث , " بعد الثورة " .. ماعندناش قناصة , ماعندناش سحل , ماعندناش كشف عذرية , ماعندناش خراطيش , وأزيد عليها أنا .. ماعندناش داخلية أساسا !! .


محمد حمدتو
2012-2-7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني تعليقك :)