هذا الخبر من جريدة رسمية !


الإقتصاد بينهار !
الإحتياطي بيخلص !!
العجلة واقفة !
يوجد مؤامرة على الوطن !



يتداول الناس الآن خبراً على صفحات الأنترنت يتحدث عن عائدات "منجم السكرى فى الصحراء الشرقية " من الذهب , وتم نشر معلومات غير معلوم مصدرها فى شكل خبر مرفق به مقاطع فيديو على موقع يوتيوب تتحدث فى هذا الأمر .. ذكر الخبر أن هذا المنجم يصل إنتاجه إلى مايقرب من 10 طن من الذهب فى اليوم الواحد حيث تصل نسبة تواجد الذهب فى الطن الواحد إلى 21 جرام , المعلن للعامة فقط هو جرامين , وقد تضاعفت نسبة الإنتاج فى هذا المنجم إلى الضعف بعد قيام الثورة.


وأن أيضا هذا الجبل لا يوجد رقابة من أجهزة الدولة عليه كما ذكر الخبر المتداول على صفحات الفيس بوك وبعض المواقع الإخبارية , بل يتم تهريب أغلب الإنتاج من مطار خاص بالشركة الاسترالية التي يسيطر عليها جهاز المخابرات المصرية برئاسة عمر سليمان وبإشراف كامل من رجال مبارك حتى اليوم ومكان هذا المطار الذى يتم التهريب منه على بعد 300 كيلو متر جنوب غرب مرسى علم.


الحقيقة أنى لا أعلم صحة هذا الخبر , ولا مصدره من أين ؟؟ وهل ما نقل فيه عن إمتلاك عمر سليمان هذه الشركة التى تقوم بتهريب الذهب لصالح النظام السابق هل هو صحيح أم لا , وهل يوجد فعلا مطار خاص بتلك الشركة على بعد 300 كيلو متر جنوب غرب مرسى علم , ولذلك لم أفكر فى الكتابة عن هذا الموضوع برغم مرور فترة على تداوله على الإنترنت , إلا بعد أن رأيت جريدة الأخبار وهى تعرض تحقيق مع المهندس يوسف الراجحي مدير عام الشركة الفرعونية صاحبة امتياز استغلال مناجم ذهب السكري بالصحراء الشرقية وقد ذكر أن عائد المنجم لم يزد عن 7 أطنان فقط منذ بدء التصدير فى يناير 2010 , ثم أنكر الراجحى تماما ماتردد عن صحة تلك المعلومات المنتشرة والتى شغلت العامة , وأعلن انه تقدم ببلاغ الي النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود يطلب التحقيق معه في الاتهامات الجزافية التي تنشرها الصحف حول استغلال عمليات تصدير الذهب في غسيل الاموال أو تهريبها خارج مصر.


مالفت نظرى فى هذا الخبر المنشور على جريدة الأخبار الأسبوع الماضى أنه ذكر أن عائدات التنجيم واستثمار الثروة المعدنية في مصر كفيلة بأن تحقق لها أكثر مما تحققه قناة السويس والسياحة والبترول معا مجتمعين !!.


لذا أوجه بعض الأسئلة لكل من يهمه الأمر ربما ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع أعلاه ولكن ترتبط نوعا ما بشكل خفى بالواقع الحالى فى مصر :


1- لماذا نسعى دائما لمد أيدينا فى طلب مساعدات مالية من دولة أو أخرى لن تفعل معنا ذلك حباً فينا أو إكراماً لنا وإنما تفعل ذلك لتحافظ على مصالحها التى ترتبط بوجود نظام كالنظام السابق؟؟,هذا من جهة ومن جهة أخرى ما الهدف فى الأستدانة من البنك الدولى ونحن فى أشد الحاجة لأن نبتعد عن أى محاولة لفرض أى أرادة تكسر عزيمتنا فى الأنتقال إلى مصاف الدول الديمقراطية فى تلك الفترة بسبب تلك التبعية الإنهزامية الناتجة عن ذلك وتجعلنا نسدد فواتير أخرى سياسية لحساب دول أعداء لنا ؟.


2- ثم أين ستذهب إذن العائدات الرهيبة التى تفوق عائدات السياحة وقناة السويس والبترول مجمَّعين إذا بدأنا الآن فى الأعتماد على مالدينا من مخزون ذهب وتنجيم عن ثروات معدينة تكفينا وتسد العجز الرهيب فى موازنة الدولة كما هو المشاع الآن ؟؟.


3- هل سيكون لأجهزة الدولة دوراً فى الرقابة على ما يتم إنتاجه من هذا المنجم أم غيره من الثروات المكتشفة لاحقا؟ أم ستظل الشائعات والأجتهادات هى مصدراً لمعلوماتنا عنها ونفتقد الشفافية كالعادة فى كل شأن مصرى يهم كل مصرى كهذا الأمر أو كالغاز المصرى المصدر لإسرائيل مثلا.


الأجابة هى : لدى كل مصرى حريص على البلد ويسعى للحفاظ على ثرواتها !.


ثم ننتقل إلى التساؤل الذى قد لا يكون مرتبطاً بالخبر نفسه ولكنه يرتبط بمايشاع حالياً بخصوص النزول يوم 25 يناير المقبل لإستكمال مطالب الثورة : لماذا التحجج دائما بأن من يضرون الأقتصاد ويعطلونه هم من يطالبون بتحقيق مطالب الثورة والتى لم يتم تحقيق أغلبها حتى يومنا هذا ؟! , كالمطالبون بإلغاء الطوارىء الذى لم يعد له فائدة تذكر سوى فى أستخدامه ضد كل صوت مناهض للشرعية الحاكمة الآن , والمطالبون بمحاسبة المجرمين وقتلة الشهداء ومن أفسدوا الحياة السياسية فى مصر وقاموا بسرقة أموال الشعب , والمنادون بالعفو عن المحكوم عليهم أمام القضاء العسكرى بأحكام تصل إلى 5 سنوات و3 سنوات فى الغالب وهم كثرة , حيث تحت الضغط تم الإفراج عن 1959 فرد فقط بقرار من سيادة المشير قبيل ذكرى الثورة الأولى من أجمالى 11 ألف شخص لا يزالوا محبوسين الآن , وهم أغلبهم الثوار والنشطاء السياسين ! , لماذا دائما الحديث فقط عن توقف عجلة الإنتاج ونحن لم نستعيد المليارات المهربة للخارج ولم نسعى فى ذلك بشكل جدى ؟؟! , لماذا لم تسعى السلطة الحاكمة فى الفترة الإنتقالية بالقيام بدورها الصحيح نحو معالجة مصابى الثورة بالشكل الذى يليق بهم كأشخاص ضحوا من أجل هذا الوطن مثلما قاموا بدورهم بعلاج مبارك فى مستشفى يعد من أكبر المستشفيات وأفخمها ؟؟ .. لماذا لم نشعر بعد بأن الأمن قد عاد وأن سياسات الشرطة تبدلت إلى الأفضل وأن منهجها أصبح فعلا هو خدمة الشعب لا الهيمنة على حقوقه , أتمنى أن نعلم جميعاً أننا لم نحقق أهداف الثورة التى قامت من أجلها حقا حتى الآن والتى كان ملخص أهم طلباتها " عيش , حرية , عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية .. فقط تفكروا وتدبروا .. ولا تظنوا ان النزول يوم 25 للتأكيد على مطالب الثورة هو مؤامرة لتخريب البلد كما يقال ويشاع على كل المنابر الإعلامية والصحفية التى أرتضت أن تسير مع التيار الأعلى صوتا الآن والذى يدعو للدفاع عن البلاد من المؤامرة التى تستهدف أمن البلد !! , إن النزول هو تأكيد على تلك المطالب وحث المسئولين فى مواقعهم للعمل على تحقيقها , لسوف ننزل بشكل سلمى ولن نخرب أبداً ولن يكون التخريب منهجاً لنا وسندافع عن كل مؤسسات الدولة من التخريب بل سنصد أى عدوان من أى جهة تسعى للتخريب .. والتى نتفق جميعا أنهم هم من يرغبون فى أن لا تنتقل دولتنا إلى الحكم الديمقراطي الذى سينال من هؤلاء المجرمين الذين يقبعون الآن فى أنتظار مصيرهم المحتوم .. هلا عرفتموهم ؟!


محمد حمدتو
2012-1-24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني تعليقك :)