الأحتفال بذكرى الثورة الأولى .. كيف يكون ؟؟




الأحتفال بذكرى الثورة الأولى .. كيف يكون ؟؟



إن الواقع الماثل امامنا الآن فى مصر يوحى بأنها تسير فى طريق الديمقراطية السليمة ولكن بخطوات ثقيلة نوعا ما ومكبلة , نظراً لأن اغلب القوى السياسية الآن وبعد مرور عام تقريبا على بدء الثورة لم تتفق على مطالب واحدة ومحددة ومتفق عليها من جميع التيارات السياسية المختلفة , وبالرغم من إنتهاء الفترة المحددة سلفا للإنتخابات البرلمانية لمجلس الشعب بحسب خارطة الطريق التى وضعها للبلاد المجلس العسكرى , وكذلك سعينا الدءوب نحو طريق الديمقراطية التى رغبناها منذ بدء الثورة , إلا أن الاختلافات تتعدد حول مسألة وضع الدستور أولا أم البدء فى الأنتخابات الرئاسية , حتى وإن تذكرنا سوياً نتيجة الاستفتاء الذى مارسه المصريون فى مارس الماضى , والذى كان يضمن داخل أحدى بنوده حسم أمر الدستور وتقديم الانتخابات الرئاسية عليه.

ومع حلول ذكرى ثورة يناير المجيدة , وقبيل الأحتفال بها , وجب علينا أن نتذكر جميعا أن اغلب الوعود التى قد قطعها المجلس الحاكم فى مصر على نفسه خلال الفترة السابقة وحتى حينه لم تتحقق , حتى نتيجة الاستفتاء نفسه التى أجمع عليها الشعب قد أُلغيت بإعلان دستورى قوض الفترة الإنتقالية لصالح من قام بوضع هذا الإعلان , وخدم فى نفس الوقت فكرة وجوده فى السلطة , والتى نختلف أو نتفق على شرعيتها , وهو الآن يسعى حثيثاً لتذكيرنا بأهمية الأحتفال بذكرى الثورة الأولى , وفى الوقت نفسه يطلب منا أن نوافقه على ذلك ونحن نؤمن يقيناً بأن المطالبات التى نادت بها الثورة فى بدايتها ودفع الكثيرين من أبناء هذا الوطن أرواحهم لتحقيقها منذ ذلك الوقت لم تتحقق حتى الآن , ولم يتم تنفيذ شىء منها بإستثناء كما ذكرنا " الإنتهاء من الانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب" فقط بعد شهور طويلة منذ أن تسلم مقاليد الحكم فى البلاد.

كما أن بعض الأصوات التى تنادى بفكرة الخروج الآمن لم تبرر لنا , لما تطالب بذلك فى الوقت الذى لم نتيقن فيه ونتحقق جيداً من صحة الأخبار المنتشرة الآن , والتى سعى إعلام النظام الحالى على تأكيدها دائما بعد كل أزمة تحدث فى مصر ويكون المجلس العسكرى طرفا فيها , مرة يقوم هذا الإعلام بتخوين القوى الثورية وتشويه كل من دعا للثورة قبل مولدها وهم الذين لم يكونوا يعلموا التوقع بحدوثها أصلا , ومرة أخرى بتمجيد أداء المجلس العسكرى ودوره فى قيادة البلاد خلال الفترة الإنتقالية , وعلى صعيد جانبى أخر . نرى غض الطرف من البعض ممن هم فى موقع السلطة الآن عن أشياء لا يمكن أن كانت تحدث فى نظام الرئيس المخلوع " مبارك " على هذا النحو المبالغ فيه , كالأعتقالات السياسية لأصحاب الرأى من الشباب والمحاكمات العسكرية للشباب الثوار التى لم تنتهى بعد وأسفرت عن بلوغها رقم فلكى يصل إلى مايقرب من أثنى عشر ألف شخص , لا نعلم عن مصيرهم شيئاً حتى الآن , فى ظل شكوك بوجود تحالفات بين قوى سياسية منتخبة وسُلطة تحكم البلاد الآن.

ينبغى الأشارة إلى أن التصريحات الأخيرة لأكبر فصيلين سياسين يمتلكان الآن مقاعد فى مجلس الشعب بعد الثورة تبعث على التفاؤل الحذر , حيث خرج علينا أمس الأول حزب النور السلفى على لسان المتحدث الرسمى له مصرحاً : أن الحزب سيتواجد بقوة فى ميدان التحرير يوم 25 يناير ليعمل على الحفاظ على سلمية الثورة وإستكمال مطالبها وفقاً لخارطة الطريق التى تم التوافق عليها , مع رفضه لفكرة "الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكرى" والجزم قطعاً بأنه لا يوجد حصانة لأحد ووجوب محاسبة من أخطأ , كذلك صرح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون المنبثق عنها حزب الحرية والعدالة فى تصريح لاحق لتصريح حزب النور : أن الجيش نحترمه ونقدره أما المجلس العسكرى فلابد من أن يحاسب على أى أخطاء ومن عنده له مظلمة فليتقدم بها ولا أحد فوق المحاسبة , هذا من جانب ومن ناحية أخرى لم تحدد الجماعة موقفها من النزول يوم 25 يناير المقبل للتأكيد على مطالب الثورة وماتدعو له منذ أن قامت.


ختاماً .. علينا أن نؤكد على أهمية أن نتحد سوياً بكل إنتمائتنا الحزبية والسياسية المختلفة من أجل أن تنجح مطالب الثورة وتتحقق قريباً , وكذلك يجب أن ننحى المصالح الشخصية والخلاف التحزبى , وأن نعمل من أجل الصالح العام لمصر الذى يحمى لنا أقامة دولة ديمقراطية جديدة , قائمة على موازيين العدل والمساواة والمواطنة والحريات وأحترام حقوق الأقليات.


محمد حمدتو
2012-1-21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني تعليقك :)