إنهم يتأمرون علينا !






ذهبت صباح اليوم الخميس الموافق الرابع والعشرين 2011 إلى قنصلية مصر فى جده لأجد أبواب القنصلية قد أغلقت فى وجهى , بعد أن بت ليلتى أمس منزعجا من بيان القنصلية المصرية بقيادة السفير على العشرى والذى كان بخصوص أمر تصويت المصريين بالخارج وآليةالتصويت الجديدة التى أخترعوها, لقد أغلقوا أمامنا المجال تماما للتصويت على أول أنتخابات حقيقية لمصر , وهم يعلمون جيدا أن عدد المسجلين على موقع أنتخابات مصر تخطى حاجز المائة ألف شخص فقط فى السعودية من أجمالى الرقم المقدر بحوالى ثلثمائةألف فى جميع أنحاء العالم .

كانت المفاجأة مهولة, لقد أخبرونا فقط مساء أمس الأربعاء أن التصويت سيكون عن طريق البريد وأنه لابد لتفعيل صوتك أن تقوم بأرسال أستمارة التصويت الخاصة بك من موقع أنتخابات مصر بعد طباعتها ورقيا إلى القنصلية المصرية فى الرياض بعد أجراءك لعمليةالتصويت وأختيار المرشحين, وهذا الأمر الذى لاشك أنه سيدفع أغلبية المصريين بالامتناع قسرا عن التصويت فى الأنتخابات, بسبب أن الوسيلةالوحيدة لأرسال أستمارات التصويت فى هذا التوقيت الضيق (لاحظ أنه أعطى فقط الخميسمهلة لأرسال الأستمارات وأغلق الميعاد صباح يوم السبت السادس والعشرين من نوفمبرالحالى) كيف لنا أن نقوم بأرسال الأستمارات فى هذه القترة الضيقة, وبطبيعة الحالهم يعلمون ان البريد السعودى لا يعمل يوم الخميس مثل باقى المصالح هنا, فقط يوجد فى جده التى أعمل بها شركة تسمى (أرامكس) ترسل الطلبات فى خلال مدةوجيزة 24 ساعة ولكن بعد أن تدراكنا الأمر ولممنا شملنا ذهبنا إليها لنجد أن مكاتبهاأغلقت أبوابها الساعة الثانية ظهرا ولم يسمحوا لنا بالدخول, وعند سؤالنا عن تكلفةالأرسال بالبريد أخبرونا أن سعر أرسال المظروف حوالى 200 ريال سعودى للفرد وهومبلغ لن يقدر عليه رب أسرة متوسط أفرادها أربعة ممن يملكون بطاقة الرقم القومى ويحقلهم التصويت, ناهيك عن ان ميزانية أغلب المصريين هنا لا تسمح لأننا ببساطة فى نهاية الشهر, ولن يستطيع أيا منا دفع هذا المبلغ الآن.

لقدأتضح الأمر جيدا وتراءى لنا جميع هنا نحن المصريين المقيمون فى جده ,أن المجلس العسكرى يحيك لنا مؤامرة نسج خيوطها ببراعة, عندما أراد أن يثبت أنه متعاون معالمصريين فى الخارج قام بفتح التسجيل على الموقع " أنتخابات مصر" منذعشرة أيام مضت ثم قام بوضعنا فى خانة (اليك) ولم يطرح لنا اى بديل أو آلية نستطيعأن نقوم بأجراء التصويت بها على الأنتخابات , نفس مايُحاك للمتظاهرين الآن فى ميدان التحرير,يريدواان لا ينقلوا السطلة أبدا طالما ظلوا قابعين عليها ناهيك عن مساعيهم الخفية لتأجيل الأنتخابات بأى صورة وعرقلة العملية الديمقراطية فى مصر.

وأتساءل فى قرارة نفسى : هل تونس التى سمحت لمواطنيها فى الخارج بالتصويت على أول أنتخاباتبرلمانية ديمقراطية ووفرت لهم آلية تصويت محترمة .. هى أفضل منا حالا ؟؟ نعم أفضل.. لأن هناك من ُيسيطر على مقاليد الأمور وهم يمثلون الثوار بالطبع ,وبالطبع سيفتحون المجال لدخول الديمقراطية وسيدعمون تطبيقها بكل ما أوتى لهم من قوة , إن المجلس العسكرى بات هو صاحب الدورالأكبر لحفظ النظام القديم وأصبحت المعركة مكشوفة لكل من له عينيين وبصيرة.

لقدهانت عليهم أرواح المتظاهرين فى التحرير ومحمد محمود وسحقوهم والآن يكممون أفواهنا بالخارج بقلب بارد ووضاعة.. الحقيقة لا أملك إلا أن أقول"حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من أراد بمصر وأبنائها شرا" وسعى للقضاءعلى أحلامهم فى أوطانهم ووجه كل طاقته سعياً لأهدار حقوقهم ومطالبهم السلمية والمشروعة,سأقولها كلمة وكلى حنق وغيظ على هؤلاء "أنها البداية فقط .. ولن نصمت أبدا ماحيينا, ولن ُيخرسنا أحد مهما علا وتمكن , وستنقشعى ياغمامة الظلم فدولتك اليومساعة, ودولة الأحرار السلميين إلى يوم الساعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني تعليقك :)